ما كتبته عن قناة «الحقيقة» كان الغرض منه إلقاء الضوء على معمل الفتنة الجديد الذى تُصنع بداخله طبخة خراب مصر التى ستحرق الأخضر واليابس. إنها القنوات الفضائية الدينية أو التى تطلق على نفسها ظلماً وعدواناً قنوات دينية، فما تبثه قناة الحقيقة المسيحية تفعل مثله قنوات فضائية إسلامية كثيرة تؤجج نار الفتنة والعنصرية بلهجتها الفاشية المتعصبة. وصلنى تعليقان على ما كتبته. أهمية كل رسالة تكمن فى موقع كل كاتب ووجهة نظره المحترمة، وليست من منطلق أن الأول مسلم والثانى مسيحى، المهم أنهما مصريان.

الرسالة الأولى من الصحفى محمود حامد، مساعد رئيس تحرير جريدة «الأهالى»، والتى يقول فيها:

ما طرحه السيد اللواء أحمد أنيس مسألة تقنية، يحسمها المتخصصون من خبراء الهندسة الإذاعية ومهندسو البث الفضائى، وأعتقد أنكم تعرفون منهم من يمتلك ضميراً حياً ليقول لكم الحقيقة. وحتى نعرف الحقيقة، فأرجو أن أجد إجابة مقنعة عن سؤالين:

■ إذا كانت قناة «الحقيقة» تبث على قمر آخر هو «يوتلسات» على المدار نفسه الخاص بالنايل سات، فهل يعقل أن يلتقط النايل سات هذه القناة فقط ولا يلتقط بقية القنوات التى يبثها «يوتلسات» على نفس التردد الخاص بها؟ إدينى عقلك يا دكتور خالد.

■ ما قولهم، دام فضلهم، فى أننا لو أمسكنا بالريموت واستعرضنا على الشاشة المعلومات عن قناة «الحقيقة» سوف تظهر أمامنا على شاشة التليفزيون بيانات توضح التردد وتوضح القمر الذى تبث عليه وهو «النايل سات»، وسوف نجد أيضاً أنها تبث ضمن مجموعة قنوات معظمها إعلانات ثابتة بمصاحبة أغانٍ عربية أو آيات من الذكر الحكيم.

الرسالة الثانية من الأستاذ مجدى نجيب وهبة، يتساءل فيها عن سبب صمت «نايل سات» على قناة مثل قناة الأمة، وعن السباب اليومى الذى يطلق قذائفه كل يوم الداعية السلفى «أبوإسلام».. يذكر الكاتب بعضاً من هذا السباب مثل:

- عن الأقباط يقول أبوإسلام إنهم «عبدة الصليب»، ولأن ما أكتبه أو أقوله عنهم هو سهام من نار تحرق قلوبهم، وهم صنف لا يحترمون أهله ولا يعرفون الحق، إلا إذا شددت عليهم ووضعت رقابهم تحت قدميك.. كما قام بوصف الأقباط بأنهم «عبدة الصليب» بالأوثان.. ثم قال رأينا الصليب من خلال الصور الجنسية فى المواقع الإلكترونية على أجساد المومسات والزانيات والداعرات ومحترفى الشذوذ والسحاق وإعلام دعاة حقوق الإنسان..

كما قام بوصف الكنائس بالكباريهات، ومن تذهب إلى الصلاة فى مخدعها ليلا وصفها بأن الرب زارها فى منامها وأقامها، فارتمت فى أحضانه، ثم أبعدها ثم جذبها إليه ثم قذف بها نحو «عمود السرير»، ثم وضعت رأسها بين فخذيه حتى امتلأت بروح إبليس فصارت بعد ذلك من القديسين.. ناهيك عن وصف الراهبات بالداعرات.. وكلام قذر يعف اللسان عن ذكره.

أما عن «كنائس الغرب»، فيصف هذه الكنائس بالكباريهات.. وعن الذين يؤدون طقوس الصلاة بالكنيسة رجالا ونساء، يقول إن المصلين يعتبرون زبائن، يحترفون دفع النقطة للمومسات بالدولار، بعد أن تقدم لهم فقرات استعراضية «الاستربتيز»، وهو ما يطلقون على هذه الحفلات المؤتمرات.. «هذا هو وصف أبوإسلام للقداس الإلهى، وأثناء تناول الأسرار المقدسة».. كما أطلق على مراكز حقوق الإنسان بالخارج ووصفهم بالكباريهات السياسية للدعارة الصليبية.

أعتقد أن السكوت على مثل هذه القنوات المحرضة، مسلمة كانت أم مسيحية، يعتبر جريمة مكتملة الأركان.